رائحة جديدة
استيقظ الناس ذات صباح على رائحة جديدة
قيل لهم : المدينة أصبحت قديمة
وأن الطلاء الجديد ضرورىٌ
.. لأننا فى انتظار زائرين
مياسر الناس خرجوا الى المدن الجديدة
وأخذوا معهم الماءَ والشجرْ
وتركوا الآخرين يقاومون رائحة الطلاء الجديد
ذهبوا الى النهر
فلم يجدوا نهرا
الرائحة جلست
ولم يأت أحد
والذين خرجوا استقبلتهم رائحة أخرى
تعايشوا معها
بعد سنوات ...
صار للرائحة صوت
ولَم يعد هناك من يصغى الى أحد
ولم يعد للمدينة صوت
غرفة عارية
كانت أرض عاليةٌ هناك !
و بيتٌ ونهرْ ..
وأشجار تحرس الأفقَ
الأشجار كانت ضعيفةً
...! ولكنها كانت أشجارا
وكانت غرفة عاريةٌ هناك
عاش فيها الضوء
عاش فيها الظلام
وسكنها آباؤنا
آباؤنا الفقراءُ
وأنجبونا فيها
وعشنا أغنياء
صاحب المكان اختفى
شوهد فى الشام وعدن
ومراكُش
شوهد فى روما
قيل انه فى الحجاز
وقيل أنه مات
وربما .. مات فى الحجاز
مر صيفٌ عنيفٌ
وآلاف الشتاءات
... وكل شئ فى مكانه
رفق
الليل .. الى وقتٍ قريبٍ
كان شاعرا
له رائحةٌ غامضةٌ
.. غامضةٌ
وطازجةٌ
..." كانت تأخذنا الى “وَسط المدينةِ
وَسطُ المدينةِ...
كان رساما وموسيقيا
وشاعرا
.. وتجرى من تحته الأنهار
تعامل مع حماقاتنا برفقٍ ..
برفقٍ
لا يليقْ
حماقاتنا كانت ناصعةً
فى آخر المطاف
الليل .. ينام فى الخارج
ونحن ننهض كل صباحٍ
كل صباحٍ
نواجه أيامنا
الى وقتٍ قريبٍ
كان الظلام واضحاً
زهو
هناكَ دائمًا ما يبرر تعاستنا
نسألُ أنفسَنا كل مرة : ومتى نجونا ؟
نستدرج الذكريات الأليمةَ
"نستدرجها كلها" ..
فنشعر بالزهو
لأن الذى قطع كلَّ هذه المسافةِ
وهو ينزفُ
لن تغلبَه تعاسات الدنيا
نحن طيبون ..
ويعلمُ الله.
مصابيح
قبل النهايات بخطوات
يظهر شجر كثيف
و ألوان غامضة على الأرض
ولا تتغير الفصول
الذاهبون صامتون فى الطريق
على رؤوسهم الطير والفراغ
وعلى أكتافهم تظهر المدن
قبل النهايات بخطوات
تتكاثر المدن
والمصابيح
.. ويقل الماء
عودة
كان ذلك سهلا :
أن تولد وتكبر
وتسكن بيوتا ضيقة ... بعيدة
وتنام فى الخلاء
وتقع
وتقوم
وتترنح
وتحب ..
تحب بصدق
وتتعثر
كان سهلا التعامل مع الضيقكان سهلا ...الرجوع الى البيت
Home »
» خمس قصائد | ابراهيم داوود
0 comments:
Post a Comment